أولاً، تعريف الفقرة.
هي مجموعة من الجمل المترابطة، والتي تتصل بفكرة رئيسية واحدة، وبشكل عام تتكون الفقرات من ثلاثة أجزاء: العبارة الدالة، صلب الفقرة، والجملة الختامية، بما يساعد القارئ على تتبع تنظيم الدراسة، ونقاطها الرئيسية.
- العبارة الدالة، تكون في بداية الفقرة لتعطي لمحة عامة ومختصرة عن الفقرة.
- نص الفقرة، هي العبارات التي يصيغها الباحث ليوضح وجهة نظره أو مقصده، وليناقش العبارة الدالة باستخدام الحجج والأدلة
- الجملة الختامية، هي تلخيص لفكرة الفقرة الأساسية في عبارة أو عبارتين، كما تلخص الروابط بين المعلومات التي تمت مناقشتها في نص الفقرة والعبارة الدالة، وأحياناً تكون الجملة الختامية حلقة وصل تربط الفقرة الحالية، بالفقرة التي تليها.
ثانياً، أهمية صياغة فقرات جيدة (مطورة).
الفقرات هي اللبنات الأساسية للأبحاث، فبدون فقرات مكتوبة بشكل جيد ومتسلسلة بشكل منطقي من فكرة إلى أخرى تساعد في دعم مشكلة البحث الأساسية، لن يتم النظر إلى دراستك على أنها ذات مصداقية، وبذلك ستتلقى درجة سيئة.
فيما يلي بعض الاقتراحات لتفادي المشكلات الشائعة المرتبطة بتطوير الفقرات:
- عدم كتابة عبارة دالة.
تخيل أن لكل فقرة ثلاثة محاور، فليس من المنطقي أن تطرح أفكار المحاور بشكل اعتباطي دون تقديم (دون عبارة دالة)، حيث يجب أن يقدم كل محور في الفقرة الواحدة من خلال جملة دالة لكي يبقى القارئ على اتصال بالورقة، وليس بالضرورة أن تكون العبارة الدالة في بداية كل محور من الممكن أن تكون في البداية أو المنتصف أو قبل الجملة الختامية، للباحث حرية الصياغة طالما سيوضح للقارئ الفكرة الرئيسية لكل فقرة فرعية مرتبطة بالفقرة الأساسية المتصلة بموضوع الدراسة.
- الحاجة إلى السلاسة في التنقل بين الفقرات، وداخل الفقرة نفسها.
ربما تكون على دراية بفكرة أن التنقلات قد تكون مطلوبة بين الفقرات أو الأقسام في البحث. في بعض الأحيان تكون مفيدة أيضًا في نص الفقرة الواحدة، يجب أن تكون هذه التنقلات عبارة عن كلمات مفردة أو عبارات قصيرة تساعد على إقامة علاقات بين الأفكار وإنشاء تقدم منطقي لتلك الأفكار في الفقرة، بشكل خاص في الفقرات التي تناقش أمثلة متعددة أو تناقش الأفكار أو المفاهيم المعقدة، على سبيل المثال المفردات والعبارات مثل: مع ذلك، على أي حال، رغم ذلك، لكن، علاوة على، على النقيض، على حد سواء، في الواقع، كنتيجة…
- الارتباط المنطقي للأفكار داخل الفقرة الواحدة.
إن من الأخطاء الشائعة، أن يقوم الباحث بترتيب أفكاره كجمل متفرقة غير مترابطة منطقياً، بشكل أشبه ما يكون للنقاط، هذه الطريقة تقلل من القيمة العلمية للفقرة، وتشعر القارئ بالملل والتشتت، وبشكل عام هذه الطريقة تقلل من شأن الدراسة حتى وإن كانت الدراسة تناقش موضوعاً جديداً وهاماً.
ثالثاً، بناء الفقرة، وأسلوب كتابتها.
- التركيب العام للفقرة:
تتوافق معظم الفقرات في المقالات والبحوث مع التركيب العام المكون من ثلاثة أجزاء – التي تم ذكرها سابقاً -، يمكنك رؤية هذه البنية في الفقرات سواء كانت سردية أو وصفية أو مقارنة أو تحليلية أو جدلية، ولكل جزء من الفقرة دوره المميز في إيصال المعنى للقارئ.
- تطوير وتنظيم الفقرة (أسلوب الكتابة).
قبل البدء في تخطيط فقرة معينة، يجب أن تفكر في الفكرة الأكثر أهمية التي تحاول نقلها إلى القارئ، هذه هي “العبارة الدالة ،التي تؤلف منها بقية الفقرة، ويجب لفت النظر إلى أن مشكلة البحث تعمل كالبذرة التي ستنمو منها دراستك وأفكارك من خلال الفقرات، فمن هنا تأتي ضرورة تطوير الفقرات لتعبر بشكل أفضل عن أفكارك، وتصيغ تحليلاتك عن مشكلة البحث ونتائجك بشكل متمكن، منطقي وأكاديمي.
إن قرارك حول ما ستكتبه في كل فقرة من فقرات الدراسة يبدأ بمناقشة الأفكار حول الطريقة التي تود أن تناقش بها مشكلة البحث، لذلك عليك أن تقرر أي واحدة من الطرق التالية هي المناسبة لتناقش بها مشكلة دراستك:
- الطريقة السردية: كأنك تسرد قصة حسب مخطط زمني من البداية إلى النهاية.
- الطريقة الوصفية: قدم تفاصيل محددة حول رؤيتك لشيء ما أو شعورك نحوه ما.
- الطريقة العملية: اشرح خطوة بخطوة كيف يعمل شيء ما.
- الطريقة التصنيفية: فصل إلى مجموعات أو اشرح الأجزاء المختلفة للموضوع.
- الطريقة التوضيحية: قدم أمثلة ووضحها بالأدلة من وجهة نظرك.
وأياً كانت الطريقة التي ستختارها، هذه بعض الخصائص التي يجب أن تتوافر في كل فقرة:
- جميع الجمل في الفقرة الواحدة يجب أن تكون مرتبطة بفكرة واحدة (غالبًا ما يتم التعبير عنها من خلال العبارة الدالة).
- يجب أن تشير جميع الجمل إلى الفكرة المركزية (مشكلة البحث).
- ينبغي أن ترتب جمل الفقرة الواحدة بطريقة منطقية.
- كل فكرة تمت مناقشتها في الفقرة يجب شرحها ودعمها بشكل كاف من خلال الأدلة والتفاصيل التي تعمل معًا لتوضيح العبارة الدالة المرتبطة بموضوع الدراسة الأساسي.